Abstract
یعیش الناس تحولات مهمة شملت مختلف نواحی الحیاة، انعکست آثارها على ظروفهم الحیاتیة فتعقدت أسالیب الحیاة، وانحسرت إلى حد کبیر شبکة العلاقات الاجتماعیة؛ بسبب تعدد الاهتمامات وبسبب تسارع الإیقاعات فی الحیاة، التی أصبح یسودها العدید من ضروف التنافس والتوتر والقلق والصراع لتغدو من السمات النفسیة المرافقة لمن یحیون هذا العصر.مع کل ذلک إلا أن الإنسان یبقى کائناً اجتماعیاً یسعى إلى تحقیق التفاعل الاجتماعی والنفسی والألفة مع الآخرین لتلبیة احتیاجاته النفسیة أولاً، قبل أن تکون له أهداف مادیة محددة.وتبدو العلاقات الاجتماعیة من الضروریات التی تحقق تکیف الإنسان مع بیته وبالتالی تؤدی إلى الاتزان الانفعالی لدیه، إذ أن مواجهة الحیاة بکل متطلباتها یتطلب حب الآخرین والاندماج معهم.لذا أصبح الاتزان الانفعالی ظاهرة نفسیة واجتماعیة تثیر القلق لما لها من تأثیرات کبیرة على الصحة النفسیة.ولان الکثیر من نظریات علم النفس أجمعت على إن الاتزان الانفعالی یتأثر بالعوامل البیئیة فان الأحداث والظروف الصعبة التی یمر بها العراق من حروب مدمرة ومتواصلة أدت بمجموعها الى بلورة ظروف ضاغطة شکلت تأثیرا سلبیا على حیاة الفرد العراقی عموما والریاضیین خصوصا . وجد الباحثین أن من المفید التصدی لهذه المشکلة بدراستها ضمن حدود المجتمع الریاضی والجامعی ، للتعرف على مستوى وجود هذه الظاهرة لدى طلبة التربیة الریاضیة،والذین یمثلون جانبین الأول کطالب علم والثانی کریاضیین حیث یعتبر الاتزان الانفعالی جانب مهم یجب توفره فی الریاضی لکی یستطیع القیام بدوره بالإضافة الى الجانب المهاری والبدنی وهو ما اعتبر هدفاً أول لهذا البحث، فضلاً عن الهدف الآخر المتمثل بالتعرف على الفروق الدالة لهذا المفهوم تبعاً لمتغیر المرحلة (الأول,الرابع). وقد تطلب إنجاز هذا البحث استعمال مقیاس الاتزان الانفعالی والمعد من قبل(18: 2002) لحداثته وملائمته لعینة البحث، وبعد أن أکمل الباحثین إجراءات الصدق والثبات لهذا المقیاس، فقد جرى تطبیقه على عینة تکونت من (80) طالباً من طلبة کلیة التربیة الریاضیة فی جامعة الأنبار للعام الدراسی 2010-2011م، وقد تحدد البحث الحالی بهذه العینة.استخدم الباحثین الأسالیب الإحصائیة المناسبة للوصول إلى نتائج البحث...وقد أظهرت النتائج أن مستوى الاتزان الانفعالی لدى طلبة کلیة التربیة الریاضیة فی جامعة الأنبار انخفاض فی مستوى الاتزان الانفعالی لدى عینت البحث عند مستوى دلالة (0.05)أو متغیر المرحلة (الأول، الرابع) ولصالح المرحلة الرابعة عند نفس مستوى الدلالة وقد وضع الباحثین جملة من التوصیات والمقترحات فی ضوء النتائج التی توصل إلیها.