Abstract
یتطلب الإعداد البدنی للریاضیین للوصول إلى المستویات الریاضیة العلیا الارتفاع بالأحمال التدریبیة وتزایدها حتى تصل فی بعض الأحیان إلى درجة غیر طبیعیة تفوق قدرات اللاعبین بحیث تصل إلى مرحلة الإجهاد والتی یصاحبها تغیرات وظیفیة فی الأجهزة الحیویة وفقدان التوازن العضلی العصبی وبالتالی یصبح اللاعبون عرضة للإصابة.(9: 106)وعلى الرغم من التقدم العلمی فی کافة فروع المعرفة والتی انعکست على المجال الریاضی من اجل مزید من أمن وسلامة اللاعبین، وکذلک تقدم العدید من الإجراءات والتطورات کهدف وقایة اللاعبین من التعرض للإصابات، إلا أن المعدلات لا زالت توضح فی کثیر من الریاضات خطورة الإصابات المرتبطة بالنشاط الریاضی، الأمر الذی یتطلب مزیداً من الأبحاث والدراسات فی مجال الإصابات الریاضیة.(5: 15) والإصابات الریاضیة إحدى أهم معوقات الوصول إلى المستویات العلیا ولذلک تجرى العدید من المحاولات للوصول إلی نظام إکلینیکی سواء من الناحیة الوقائیة أو العلاجیة أو التأهیلیة لکل مشکلات الإصابات سواء من الناحیة التشریحیة أو الوظیفیة.(9: 105)وتحدث الإصابات الریاضیة بمختلف أنواعها فی الأنشطة الریاضیة المتنوعة بنسب متباینة وهذا یعتمد فنیاً على طبیعة النشاط الریاضی ومتطلبات الأداء الفنی الخاص بکل مهارة کما أن لکل نشاط ریاضی إصاباته الخاصة ودرجات مختلفة من المخاطر وإن اختلفت الإصابة فی نوعها ومکانها ودرجتها وتکرار حدوثها وفقاً لطبیعة النشاط الممارس(20)وذلک مما دفع بعض الباحثین إلى إجراء العدید من الدراسات التی تهدف إلى التعرف على الإصابات الأکثر انتشاراً وشیوعاً بین الریاضات المختلفة مثل دراسة أحمد عبد السلام، رجب کامل (2006)(1)،کارین تانر (2004)(21) Karen E. Tanner ، رالف رکوا (2000) (24) etal, Ralph K. Requa ، کنتون کفمان وآخرون etal, Kenton R. Kaufman (1999)(22) ، تاینتون ریان(2002)(25) Taunton , M B Ryan. وتنتشر الإصابات الریاضیة بین الألعاب المختلفة وخاصة الألعاب التی تتطلب انتاج اقصى قدر من القوة فی تحدی مباشر بین قوانین الطبیعة وبین قدرات البشر وتشیر الاحصائیات أنه حوالی 7% من حوادث الریاضة تقع مع ممارسة الجری ، وتتعرض الأوتار الى نصف هذه الإصابات وتکون حدتها متوسطة. تشکل إصابات العدو حوالى 46% من مجمل اصابات ریاضة العاب القوى واکثرها یکون بإلتواء الکاحل والتمزق فی العضلات،وتشکل إصابات جرى المسافات الطویل حوالى17% من مجمل اصابات ریاضة العاب القوى اکثرها یکون بتمزق عضلة الساق الداخلیة الخلفیة والعضلات الخلفیة للفخذ وإلتواء الکاحل، وقد تؤدی الإصابات الإجهادیة الى أوجاع مزمنة فی أسفل الظهر عند 70% من ممارسی هذه الریاضة وأوجاع مزمنة فی الحوض الأمامی عند 30% من ممارسیها،أما فی القفز الطویل فتکون الإصابات العضلیة هی الأکثر شیوعاً وتحصل 60% منها خلال التمارین.(26)ودراسة برینت وآخرون (2004)(19) . Brunet M,E etal التی أشارت إلى أن نسب الإصابات المؤثرة والتی منعت اللاعبین من استکمال الأداء کانت 210 لاعب من بین عینة الدراسة والتی بلغت 1000 لاعب بنسبة مئویة فاقت 20% من اللاعبین، وأوصت الدراسة إلى اتخاذ تدابیر الوقایة اللازمة لأکثر المفاصل عرضة للإصابة (الرکبة والکاحل) والاهتمام عملیة الإحماء.وبما أن المدرب هو الشخص الوحید المتواجد بجانب اللاعبین لحظة وقوع الإصابة إذن فمن المنطقی أن یکون على الأقل ملماً بمبادئ المعالجات الفوریة ، وأن یجهز حقیبة مزودة بمستلزمات الإسعافات الأولیة قبل البدء فی التدریب وبذلک یکون مستعداً دائماً لمواجهة الطوارئ حتى یمکن أن یساهم فی التقلیل من خطورتها على الأقل.(17: 55)کما أن للمدرب الکفء والمؤهل علمیاً دوراً حیویاً فی تقلیل نسبة إصابة اللاعبین لان مثل هذا المدرب المثقف الواعی یعتمد على أسس التدریب الحدیثة، ولدیه الفهم العمیق لأضرار الخشونة المتعمدة على اللاعبین، والخبرة الواسعة والحاسة الجیدة لإخراج اللاعب المجهد قبل الوقوع فی الإصابة.(17: 53)ومن هنا کان لزاماً على القائم بعملیة التدریب أن یکون على قدر مناسب من المعرفة بالأخطار التی تحدثها الأحمال التدریبیة الزائدة حیث یشیر عبد الرحمن عبد الحمید زهر(2004) بأن المدرب المؤهل یؤدى عمله بقصد إعداد اللاعب على أسس علمیة حدیثة مع المحافظة على لاعبیه من أخطار اللعب وحدوث الإصابات بقدر الإمکان وهذا لا یأتی إلا عن طریق الاهتمام بإعداد وصقل المدرب من الناحیتین العلمیة والمهنیة واکتسابه لخبرت وطرق التدریب.(12: 30)ومسؤولیة المدرب تشمل العدید من الجوانب منها الإلمام بوسائل الإسعافات الأولیة ، عدم إشراک اللاعب فی المنافسات إلا بعد تمام شفائه ، الملاحظة والمساعدة فی تنفیذ الإجراءات الوقائیة متضمنة الأربطة الضاغطة والأشرطة اللاصقة.(16: 41)وما سبق یتطلب أن یتواجد لکل فریق طبیب وأخصائی للعلاج الطبیعی لإسعاف وعلاج وتأهیل المصابین من اللاعبین، ولکن یصعب توفیر أخصائى لکل فریق وکذلک یصعب تواجده مع کل تدریب ، مما یضطر ذلک المدرب بأن یقوم بالعدید من المهام (وقایة، إسعاف، تأهیل ریاضی) للاعبین، لذلک یسعى القائمون على الدورات التدریبیة إلى إکساب المدربین المعارف والمعلومات فی التشریح الوظیفی، وفسیولوجیا الریاضة، الإصابات الریاضیة.وهذا مما دفع الباحث تجاه تصمیم مقیاس للوقوف على المستوى للحصیلة المعرفیة المدربین فی مجال الإصابات الریاضیة. وفی حدود ما تمکن الباحث من الاطلاع علیه من المراجع العلمیة والدراسات التی أجریت فی هذا المجال لم یجد من الدراسات ما تناولت مثل موضوع الدراسة الحالیة، ولهذا قد تضیف هذه الدراسة بعداً جدیداً فی مجال المقاییس المعرفیة والثقافیة بشکل عام والإصابات الریاضة وأسبابها وکیفیة التعامل معها وطرق الوقایة منها بشکل خاص.
Keywords