الملخص
مع تطور المجتمعات المدنیة وتعقید العلاقات الاجتماعیة وتفشی ظاهرة البطالة تظهر الحاجة إلى أشغال أوقات الفراغ وخصوصا عند الشباب، فیذهب البعض إلى ممارسة بعض العادات السیئة وأخطرها تعاطی المخدرات والکحول وبعض العقاقیر المهدئة للأعصاب والمحظورة طبیا، وخصوصا بغیاب الرقابة الحکومیة والأهلیة والأمنیة ومؤسسات ذات العلاقة. مع مرور الاستخدامات السیئة لها یصاب مستخدمیها (بالإدمان) مما یؤدی إلى صعوبة تخطی هذه الظاهرة ألا من خلال عملیات استشفاء بالغة التعقید وتحت سیطرة ورعایة طبیة وحجر صحی على المصابین بالإدمان واستخدام أسالیب طبیة متعددة وعقاقیر بالغة الثمن. وقد یفشل الکثیر من هؤلاء المدمنین من الشفاء مع تردی الوضع الصحی للمصابین.
تعد مشکلة المخدرات من أعقد المشاکل التی تواجه المجتمع فی الوقت الحاضر، ولا یکاد یفلت منها أی مجتمع سواء أکان متقدما أو نامیا. وتبدو أهمیة هذه المشکلة فی أنها تمس حیاة المدمن الشخصیة والاجتماعیة من جمیع جوانبها فحسب، (فهی تمس علاقته بنفسه من حیث تحدید اهتماماته وأهدافه. کما تمس صلته مع أفراد عائلته)، وإنما تتمثل أهمیة المشکلة بالنسبة للمجتمع فی أنها تحیط به وتمسه فی جمیع جوانبه الرئیسیة. واهم هذه الجوانب هو امن المجتمع، حیث أدى انتشار الإدمان إلى زیادة نسبة جرائم العنف فی المجتمع من حیث جرائم السطو المسلح والاغتصاب. وغیرها من الجرائم التی ترتکب تحت تأثیر الإدمان والتی تنشر فی الصحف الیومیة.
لذا تعد مشکلة الإدمان من اخطر آفات المجتمع إذ تعطی نتائج سلبیة وتحد من تقدم المجتمعات ورقیها، وقد تلعب الأنظمة السیاسیة دورا فعالا للحد من هذه المشکلة وفرض العقوبات الرادعة لمروجیها حتى تصل إلى عقوبة الإعدام فی بعض القوانین.
الموضوعات